منصور إبراهيم النقيدان
نشر في صحيفة الوطن السعودية بتاريخ22/12/2002
العدد449
.. من الطبيعي في مجتمع يعشق القرار والسكون ويعد الديمومة قيمة يعلي من شأنها ويعظمها أن يثير تحول الشخص ومروره بأطوار متغايرة في حياته ونظرته إلى التدين وفهمه للحياة اشمئزاز البعض…يعيش أغلب الناس حياة تمر في شبه خواء ورتابة أشبه بالموت لا نكهة ولا مذاق. يولدون بصمت ويودعون الحياة بصمت ويدرج آخر في محيط يميل إلى الصرامة والجفاف في كل مناحي الحياة فينشأ شاباً بمطامح متوثبة تضطرب فيه نوازع الشباب طماحة ما تنفك تجيش قوية عنيفة إزاء أنظمة صارمة متخلفة فما يزال في نقلة وترحال حتى يلقي عصا الترحال لعل وعسى أن يجد في ذلك الطمأنينة والسعادة….
في مدينة بريدة عاصمة منطقة القصيم في قلب الجزيرة العربية نشأ وترعرع صاحبنا عبدالكريم بن صالح الحميد….
…نشأ عبدالكريم فتى مترفا لا تكاد عينه تطمح إلى شيء إلا نالته, شأن أترابه من أبناء البيوت الباذخة الثراء.حيث كان ابناًً لإحدى أكبر العوائل التي كانت ومازالت من أغنى عوائل المنطقة. وكانت نجابته المبكرة ونجاحه في دراسته ينبئان بمستقبل زاهر ومكانة اجتماعية مميزة… غير أن تلك الحياة المترفة والنجاحات تلو النجاحات, والسيارات الأمريكية الفارهة التي كان يقتنيها, كل ذلك ما كان له أن يفي بملء الفراغ الذي كان يكتسحه من الداخل, ولا أن يعوضه عن ذلك النقص الرهيب الذي يشعر به, , فانقلبت حياته رأساً على عقب, وعاد أدراجه من المنطقة الشرقية -حيث كان يعمل مترجماًً في ( أرامكو) -إلى مسقط رأسه (بريدة) ليكون مريداً وتلميذاً باراً لواحد من أشهر الوعاظ والزهاد في قلب الجزيرة العربية,.إنه الشيخ فهد بن عبيد آل عبدالمحسن رحمه الله والذي توفي في شهر جمادى الآخرة من هذا العام 1422هـ , بعد مائة عام حافلة بالتقوى والزهد، والذي كان منذ السابعة عشرة من عمره يعظ الناس ويذكرهم في المساجد واستمر على ذلك في آخر حياته في منزله صبيحة كل يوم.
وعائلة آل عبدالمحسن من العائلات التي عرف عدد من أبنائها بالعلم حيث خرجت أربعة من العلماء منهم الشيخ إبراهيم صاحب تاريخ(تذكرة أولي النهى والعرفان)،وعبدالرحمن والذي توفي ولم يبلغ الثلاثين عام 1337للهجرة في عام الطاعون العام”سنة الرحمة” وكان من الفقهاء الشباب الذين يعدون من أقران الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي السعودية السابق ،ومنهم الشيخ عبدالمحسن والذي توفي عام 1362 للهجرة.
وفهد العبيد رحمه الله -أكثر الشخصيات أثراً في حياة صاحبنا- هو امتداد لمدرسة آلـ سليم علماء بريدة .امتاز الشيخ فهد وجماعة معه بالحرص على اتباع أقوال الإمام أحمد بن حنبل, والتمسك بتعاليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وبما أن الوظائف الحكومية لم تكن محبذة لدى الشيخ فهد وأتباعه حيث رأوا أن طريق الورع الحقيقي هو التنزه عن العمل في الحكومة، والتوجه إلى التجارة…وقد كان محمد بن عبدالعزيز السليم لايأكل إلا من كسب يده ،وقد يأتيك زائراً أو عائداً ،ولكنه لايشرب عندك فنجال قهوة.أخذ على هذا ثلاثين عاماً حتى فاضت روحه رحمه الله.
وحرصاً على تنشئة أبنائهم تنشئة سليمة انشأوا مدارس خاصة بهم لاتتبع لوزارة المعارف. يضعون مناهجها, ويقررونها على التلاميذ مكتفين بالعلوم الشرعية من القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه,. وأما العلوم الأخرى فإنما هي عندهم صناعات ومهن ،أو علوم جهلها لايضر والعلم بها لاينفع!.
كان الشيخ فهد العبيد يسكن بيتا متواضعاً من لبن وطين بني قديماً على النمط المعهود في نجد, واخذ أعظم سني عمره يستضيء بالسراج ويتخذ القربة وجرار الفخار”الزير” لتبريد الماء, ولم يدخل المصباح الكهربائي بيته إلا عام 1983م ولكثرة الزحام وارتفاع درجة الحرارة في مجالس وعظه تم إقناعه مؤخراً بالسماح بالمراوح الكهربائية لتلطيف الجو بدلاًمن المراوح اليدوية التي تصنع من الجريد وورق النخيل.لم يركب الشيخ فهد العبيد السيارة إلا مرة واحدة حسب ماأخبرني به في منزله عام 1408 هـ.
… سحرت هذه الحياة ببساطتها صاحبنا عبدالكريم فاكتفى بدكان صغير في شارع الصناعة ببريدة يكفيه حاجة يومه وضرورات عيشه.
…أعجب الشيخ فهد بما بلغه تلميذه عبدالكريم من مرتبة عالية في التقوى والصلاح, الأمر الذي جعله يتمنى من كل قلبه أن يقبض الله إليه عبده الصالح عبدالكريم وهو على تلك الحال من الطهر والنقاء, خوفاً عليه من أن يزيغ قلبه ويضعف إيمانه بعوامل المغريات وفتن الشهوات وشرك الشبهات التي تحيط بالمؤمن من كل جهة في هذا الزمن الذي يسميه الشيخ (زمن إبليس).
اكتفى عبدالكريم بمطالعة الكتب من دون أن يلازم أحداً من العلماء يتلقى منه العلم ويعكف على الدراسة , سوى دروس قلائل للشيخ محمد المطوع (الحميدي), والذي كان من أكثر أهل زمانه عبادة وصلاحا, وكان لتقواه يشبه بالفضيل بن عياض, وحرصاً منه على اتباع حياة السلف لم يأذن باستعمال مكبرات الصوت في مسجده, ولا باتخاذ المكيفات, فلما كف بصره آخر عمره وضعت المراوح الكهربائية وجعلت على أدنى درجة من الدفع حتى لا يشعر بها فيأمر بإزالتها وإخراجها من المسجد.
دام اتصال عبدالكريم بشيخه أحد عشر عاما منذ عام 1970مً إلى عام 1981م, ولكن عبدالكريم الذي كان يرى في فهد العبيد أنموذج الفضيلة ومثال القناعة, لم يكن هيكل تفكيره وقالب عقله قد صيغ بعد صياغة جديدة, ولم يكن قد قبل الكسر والذوبان في قناعات شيخه, فوقع أول خلاف بينه وبين شيخه. ذلك الخلاف الذي كان أكبر المفاصل في حياة صاحبنا والذي كان له أعظم الأثر في تلك الأطوار اللاحقة في فكره, وما زالت تداعياته تلقي بظلالها إلى اليوم على حياته.
وجد عبدالكريم في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن الله خلق الأرض كروية الشكل ونقلا إجماع أهل السنة على ذلك, ولكن شيخه اعتبر مانقل عنهما بدعة محدثة في الدين وأصر على أن ما وجده تلميذه في كتب الإمامين ما هو إلا كلام مدسوس عليهما وهما مبرآن من كل ما نسب إليهما. بل الأرض مسطحة غير كروية كما ذكر السيوطي في تفسير الجلالين. تمرد التلميذ على الشيخ وأبى أن ينصاع وشغب عليه في مجالسه ودروسه ،فلم يكن من الشيخ إلا أن أعلن براءته من صاحبنا وممن يقول بقوله ودعا إلى مقاطعته ونبذه هو ومن جالسه أو اتصل به فأطاعت الأغلبية العظمى من أتباع الشيخ ولبت نداء زعيمها,وابتدأت محنة القول بكروية الأرض!, يسأل الواحد عنها فمن أجاب بكرويتها نبذ وأعلنت البراءة منه في مجالس الشيخ, ومن توقف ألحق بالقائلين بكرويتها, ومن قال بسطحيتها أبقي عليه. وقد كنا نشبه هذا الخلاف وما جره من انشقاقات وخلافات على الجميع بمحنة خلق القرآن، وظل صاحبنا وحده ولم يلق أي تأييد أو مناصرة له مما زاد في عزلته وعذابه وغربته، فألف قصيدته النونية التي أشار فيها إلى خذلان بعض أهل العلم له مع معرفتهم بأنه على الحق .والتي يقول فيها:
كم كاتم للحق يعلم أنه * يوم القيامة ليس ذا إحسان
..ألف عبدالكريم كتباً كثيرة ومنها بعض الكتب التي تناول فيها ظواهر كونية وكشوفات جغرافية, كدوران الأرض, والصعود إلى القمر, ونزول المطر من السحاب. غير أنه حينما لا يجد عند ابن تيمية وابن القيم الإجابة يلجأ إلى تفسير تلك الظواهر والكشوفات بالسحر والطلاسم والخوارق الشيطانية. وهذا ما جعله يذهب إلى أن الشيطان انتفخ وخيل لرواد الفضاء أنهم نزلوا على سطح القمر ولم يكن ذاك سوى إبليس انتبر وظهر لهم بصورة القمر, وهذا هو ما حمله أيضا على أن ينكر الذرة في كتابه (وحدة الوجود العصرية) ويفسر القنبلة النووية بقوى الشياطين الخارقة ليبلغ بالأمر منتهاه فيتوج ذلك بمذكرة ( العلوم العصرية والآلات السحرية) والتي أصدرها عام 1983م ، ذكر فيها أن كل ما توصلت إليه الإنسانية اليوم من تقدم في الصناعة وثورة في الاتصالات والمواصلات وأجهزة إلكترونية وآلات كهربائية ما هو إلا خوارق شيطانية وخيال يلف حياتنا لا حقيقة له.
كان حب صاحبنا لشيخه قد استبد به فلم يقنع بأن تنتهي تلك الصلة الطويلة هذه النهاية المؤسفة. فواصل الكتابة إليه وتابع الرسائل عل الشيخ يلين حديده ويقبل الخيارات التي عرضها عليه, إما أن يكف عن نقاش هذه المسألة, أو أن يوافقه في ما ذكره ونقله عن علماء لهم أعظم المكانة عند شيخه.ولكن الشيخ ظل صامتا.
..اعتزل صاحبنا مدينة بريدة عاتبا أسفا, وبني له مسكنا من صفيح في (الظليِم) جنوب شرقي بريدة على يمين الذاهب إلى بلدةالشماسية. وأخذ في عزلته سنتين منصرفاً إلى نفسه فكانت تلك العزلة خلوة بربه صيرت آلامه لذة, وغربته أنسًا وجوعه شبعاً, ومرضه صحة.
عرض عبدالكريم شيئا من قناعاته على بعض العلماء الذين لم تعجبهم أفكاره, وكانت زيارته للرياض عام 1983م هي المرة الأخيرة التي ركب فيها السيارة وبعدها كتب مذكرته “العلوم العصرية والآلات السحرية” والتي ضمنها خلاصة أفكاره عن المدنية الحديثة.
..استقر صاحبنا أخيراً في حي “الخبيبية” في الريف الغربي لبريدة, حيث انشأ له مسكناً من لبن وطين بناه بمشاركة بعض الشباب المعجبين بشخصيته والمتأثرين بأفكاره, ولم يرتض شيئاً من وسائل النقل الحديثة واكتفى بركوب الحمار ثم الحصان مؤخراً, وأخذ ردحاً من الزمن ينسخ مؤلفاته بآلة نسخ يدوية حتى تم إقناعه أخيراً بجدوى الطباعة الحديثة.
ومذ مايزيد على 7 سنوات وهو منعزل في مسجد لا يصلي فيه إلا من رضي بشرطه (أن لا يكون معه أي ورقة تحمل صورة لإنسان أو حيوان حتى وإن كانت البطاقة الشخصية).
..فضل صاحبنا العزلة عن الناس لأنه رأى أن البشرية اليوم تهوي في مكان سحيق من الرذيلة ويموج بها محيط متلاطم من المغريات والشبهات, ففي هذا الغروب الشامل وقد قاربت الدنيا على النهاية وقرب (زمن خروج الدجال) تكون قبسة الضوء الوحيدة هي وصف الغروب والشهادة عليه, ينتظر مع مغيب كل شمس أن يسدل الستار على حياته متلهفا ضارعا إلى الله أن يتقبله في الصالحين.
..وقد هم بعض الشباب الذين عرفوا عبدالكريم وصحبوه مدة من الزمن أن يعيشوا هذه الحياة البسيطة ولكنهم نسوا أنها قاسية رهيبة إذا قيست بالأحلام التي يحلمونها عنها, ظناً منهم أنهم يؤدون دوراً على مسرح تراهم فيه الأبصار وتمدحهم الألسن ثم ينتهي سريعاً ولم يكن الأمر كذلك! إن مثل هذه الحياة التي يعيشها عبدالكريم منذ 20عاماً تقتضي صبرا وجهداً وتتطلب شجاعة أكثر من الشجاعة التي تتطلبها التضحية بالحياة… تتطلب منك أن تموت أولا لتعيش تلك الحياة!!
فإذا استهوتك هذه الحياة وأسرتك ببساطتها فلتعلم أن عزف الحياة على هذه السيمفونية حكر على صاحبنا وحده, وأنها إذا كانت حبل النجاة له, فإنها مقصلة لا تعرف الرحمة لمن يحاول أن يعزف على تلك الوتيرة.
(إذا كان الإنسان قد يمر بتجربة المرض حتى ملامسة الموت أو حتى الإبحار ببعض شطآنه ثم العودة مرة أخرى من هناك ليعود بتجربة نادرة ونظرة جديدة إلى الحياة) فإن عبدالكريم قد أبحر ثم عاد بلا جديد… لقد كان ينتظر فطال الانتظار،وكثيراً ماسمعته يقول لنا “والله لاأحد بأسعد مني اليوم بالموت..وأي شيء أريده في هذه الدنيا!! “.وإذا ماألم به مرض ،أو وعكة تلزمه الفراش يستبشر بأنها آخر أيامه،ويروي مارآه هو أو رؤي له من منامات في ذلك.
20عاماً وصاحبنا يعيش حياته التي رضيها ووجد فيها راحته وطمأنينة نفسه.بيد أنه لم يكن بمعزل عما يدور من أحداث ويطرأ من تغيرات على الساحة المحلية والدولية, وكتبه التي جاوزت العشرين والتي تبحث- على غرائبية بعضها – في شتى القضايا الفكرية والاجتماعية والتربوية – أصدق دليل على ذلك.
وأغلب مصادر المعلومات لديه هي ما يزوده بها أصحابه وزائروه إضافة إلى الجرائد التي تقع بيده والتي يصادفها كثيراً في طريقه. أذكر أنني لم أعلم بنتيجة مباراة السعودية مع هولندا في مونديال أطلنطا عام 1994م إلا منه بعد أن انصرف من الصلاة واستقبلنا بوجهه ليزف إلينا بشرى هزيمة المنتخب السعودي!.
إضافة إلى تلك اللقاءات والجدالات والردود التي تدور بينه وبين موافقيه أومخالفيه -والتي كثيراً ماتنتهي بمطالبته لهم بالمباهلة “أن يدعو كل واحد منهماعلى مخالفه بالهلاك إذا كان مبطلاً” – إلى تلك التوترات التي شكلت معطيات فكرية ووجدانية غنية, كان يتفاعل معها ويتأثر بها, لكي تتيح له ذلك التحول الذي انتقل معه من طور إلى طور آخر.
وأخيراً ..لو استعرضنا حياة عبدالكريم اليوم وقد جاوز الستين عاماً لكانت شريطًا فيه شيء من الغرابة, والكثير من الخطوط المتعرجة, وقد تجمعك الأقدار به يوما لتراه إنسانا متوسط الطول, نحيف الجسم, كليل البصر, ضعيف السمع, واهن القوى.. فلتعلم أنه يحمل بين جنبيه نفسا لا تعترف بالجزع الشديد ولا تعرف الأفراح الصاخبة, ولكنها نفس تعرف المواجهة الدافئة لكل الأفراح والأحزان.
..للبعض أن يصف صاحبنا بالحدة والجفاء والشدة. وعبدالكريم ليس استثناءً فإنه فرد من مجتمع حيث نمط الحياة الاجتماعية والإنتاجية بسيط لا يتطلب حلولاً تركيبية وإضافات جديدة. لهذا يسود نمط فكري آحادي الطبيعة حاسم قاطع محدد ملتزم بمعيار ثابت وقيم متجانسة واحدة.
كتب عبدالكريم كتباً كثيرة أغلبها ردود على أشهر الفقهاء والعلماء المعاصرين كالقرضاوي والشعراوي والغزالي وحسن المالكي وغيرهم كثير.
..عبدالكريم يعيش في عصرنا ويسكن بيننا ولكن قلبه وأشواقه ومحط رحاله إلى قرون مضت وعصور تصرمت, وأنماط عيش انقرضت. لقد كان بإمكانه أن يكون صاحب جاه ومنصب ومال ولكنه فضل أن يعيش لمبادئه وطريقه الذي اختاره.
وإذا كان عدد مازال في تناقص مطرد من أتباع الشيخ فهد العبيد ومحبي عبدالكريم والمعجبين به قد ظلوا أوفياء لمثلهم وأفكارهم إلى آخر لحظة في حياتهم, فإن كثيراً منهم شباباً وكهولا قد اصطدموا بواقعهم وبالبيئة التي من حولهم وبالعوائق والمتاعب التي أوهنتهم, فلم يستطيعوا أن يثبتوا في مراكزهم أمام تيار الحياة الجارف. وهاهم اليوم شيوخاً يقبلون ما كانوا يرفضون, ويتنازلون عما كانوا ملتزمين به, فالوسط الذي يعيشون فيه وكلام الناس ومطالب الأولاد, وتوالي العقبات, وغلبة النساء.. كل ذلك قد اضطرهم إلى أن يعيشوا الحياة كغيرهم…
…كان يروق لنا أحياناً أن نجري جرداً إحصائياً لهم ..لنعلم مدى التغير والتحول الذي أصاب الجميع، ونحمده سبحانه على الثبات على الحق في وقت كثر فيه الناكصون عن الجادة…وبعد أن كانوا يجاوزون المائة بأبنائهم عام 1410هـ لايكاد يجاوز عددهم اليوم عشرين شخصاً…. ولو نظرت إلى البون الشاسع الذي يفصل بينهم وبين أبنائهم لتحققت صدق ما قاله مطرف بن عبدالله: “الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم”.