منصور النقيدان
  • الرئيسية

  • مقالات

    • جريدة الاتحاد

    • جريدة الرياض

    • الوطن

    • جريدة الوقت

    • صحيفه عاجل

  • مقالات متنوعة

    • بدايات التنوير

    • مآلات المتطرفين

  • دراسات

  • تغريدات و خواطر

  • مقابلات

    • قالوا عن منصور

  • تعليقات

  • ميديا

    • صوتية

    • صور

    • فديو

  • الرئيسية

  • مقالات

    • جريدة الاتحاد

    • جريدة الرياض

    • الوطن

    • جريدة الوقت

    • صحيفه عاجل

  • مقالات متنوعة

    • بدايات التنوير

    • مآلات المتطرفين

  • دراسات

  • تغريدات و خواطر

  • مقابلات

    • قالوا عن منصور

  • تعليقات

  • ميديا

    • صوتية

    • صور

    • فديو

أمير محارب ولكن عاشق للتاريخ نشرت في مجلة R.V الروسية في نوفمبر 2015.

29/09/2025_ مقالات متنوعة

منصور النقيدان*

في العام 1865 كان المقيم البريطاني في بوشهر لويس بيلي (ت عام  1893) على موعد في العاصمة السعودية الرياض مع الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله، الذي يُعتبر المؤسس الحقيقي للدولة السعودية الثانية، هدفت هذه الزيارة إلى شرح وجهة نظر البريطانيين بعد القلق الكبير الذي انتاب الرياض إثر تمزيق البريطانيين للمالك العربية شرق الجزيرة وفي القرن الأفريقي.

كان السفير بيلي قد أعد تقريره الذي رفعه إلى التاج  البريطاني مؤكداً فيه أن السعوديين هم الأقدر على فرض الاستقرار والأمن في ربوع الجزيرة العربية المترامية الأطراف، وليس المشيخات الضعيفة المتناثرة على ضفاف الخليج العربي. كان السعوديون قد خسروا نفوذهم المهيمن في غرب الجزيرة العربية في الوقت الذي كانوا يتوسعون بشكلٍ مفاجيء للجميع شرق الجزيرة.

استحوذ القلق على البريطانيين إثر معلومات استخبارية تسربت عن سعي الفرنسيين في عصر نابليون الثالث إلى كسب صداقة السعوديين، لهذا كان السفير بيلي في حاجة إلى عقد لقاء مهم مع واحد من أعظم الزعماء العرب في النصف الأخير من القرن التاسع عشر.

وعبر ثلاثة اجتماعات مع الإمام، تعززت ثقة بيلي بفكرته أن آل سعود هم الأقدر على كبح التمرد، وفرض الاستقرار، وأنهم الأكثر حنكة وسياسة على كسب ولاء القبائل من البدو والحضر وجمعهم تحت سلطة قوية قادرة على الوفاء بالتزاماتها داخليا وإقليميا وبالأحرى العهود التي يمنحونها للدول العظمى.

   يذكر بيلي في تقريره أنه في الاجتماع الثالث والأخير مع الإمام فاجأه بقلقه نحو رعاياه وحاجتهم إلى الاستقرار الحضاري والتوطين، وتطلعه إلى عقد تحالف يُمَكِن السعوديين من التوسع شمالا وشرقاً. ويشير بيلي إلى أنه لم يكن واضحاً له من الحديث ما إذا كان الإمام يقصد التمدد نحو فارس.

في الحقيقة كانت تلك الفكرة التي باح بها الإمام تمثلاً للنهضة الأولى التي عرفها العرب في فجر حضارتهم مع الجيوش الفاتحة شمالاً وشرقاً في الهلال الخصيب وبلاد فارس. يذكر بيلي أن فيصل بن تركي في هذا الاجتماع أبقى أصغر أبنائه معه، وهو مراهق قد ناهز الرابعة عشرة، هو عبدالرحمن الذي سيولد من صلبه مؤسس المملكة السعودية الحديثة وموحدها عبدالعزيز بن عبدالرحمن.

    في شهر مارس الماضي انشغل مغردون سعوديون على تويتر بإجراء المقارنات وأوجه الشبه بين الأمير محمد بن سلمان وبين جَدِه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز. اقتصرت هذه  المقارنات العفوية بين سحنتيهما، وتشابه ملامح الوجه، والابتسامة، والملامح الوراثية التي تربط الأمير الصغير بالمؤسس العظيم. ولكن مايمكن وصفه بوفاء الجينات لأصلها الأكبر الذي يعود إلى ثلاثمئة عام مضت  يتجاوز كل ذلك إلى  نمط التفكير والسياسة والأشواق الكبرى، بل وإلى أحلام الأسلاف وآمالهم.

        قضى الأمير الشاب الذي بلغ الثلاثين عاماً، سنوات طفولته ومراهقته جاثيا بين يدي أبيه الذي يحكم المملكة اليوم، ساعياً ما أمكنه إلى اعتصار ذاكرة واحد من أكثر رجال الجزيرة العربية الأحياء معرفة بتاريخ أسلافه الأئمة والأمراء من آل سعود، وأوسعهم معرفة بتفاصيل وخفايا العوائل الحاكمة منذ القرن الثامن عشر في وسط الجزيرة العربية. وتولدت بين جوانح الأمير الشاب غرام بالروح التي كانت وراء تلك القوة الدفاقة التي جعلت من آل سعود أقدر السلالات في جزيرة العرب  على البقاء والنهوض من تحت الركام، والإفاقة بعد الصدمة، وأوسعها حنكة واقتدارا على لم شمل القبائل والحواضر وجمعها بعد شتات، والتأليف بينها بعد الافتراق والحروب.

    في سن الخامسة والعشرين لاحظ بعض أصدقاء الأمير أن ثمة تحولاً في اهتماماته، وتغيراً في برنامجه اليومي، فقد أصبح يختار العزلة لساعات بين مجموعة صغيرة من المراجع التاريخية، والأفلام الوثائقية،  مثل مقدمة ابن خلدون، وكتاب الأمير لميكافيللي، وأوراق من كتاب مونتسكيو عن تاريخ الرومان، إلى دراسات متناثرة تشرح أسباب نهوض العرب مع الإسلام في فجر الحضارة العربية، وكشأن أقرانه من أبناء العائلة الملكية فقد كانت سيرة الرسول محمد عليه السلام هي أساس الثقافة التاريخية، لأبناء عائلة ترى أن الله اختارها لحمل رسالة الإسلام وخدمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.  يتلقى أحفاد الملك عبدالعزيز منذ نعومة أظافرهم تعاليم الدين، ويلتحقون بالتعليم العام، ويدرسون المقررات نفسها التي يتعلمها الملايين من السعوديين، إلا أن كونهم أبناء ملوك يجعلهم يتلقون تعاليم غير مكتوبة، من قبيل الإرث الشفهي يتجسد عبر تفاصيل الحياة اليومية، في حديث الشيوخ الكبار من الأمراء، وفي المراقبة الصامتة لسنوات لما يدور في مجالس الحكم المفتوحة، ثم تولي مسؤولياتهم الإدارية التي تمنحهم تعليماً حياً لكيفية التعاطي مع المشاكل اليومية، واحتياجات المواطنين، التعامل مع نزاعات القبائل، وإصلاح ذات البين، واحتواء المتمردين،  وتوفير الخدمات للمناطق التي تعاني نقصاً… كيف يمكنهم على الدوام توثيق الولاء للوطن وقيادته. وفي حالة الأمير الشاب، فقد كانت ملازمته اللصيقة لوالده، الملك، الذي كان أميراً للرياض قرابة ستة عقود، هي المنجم لكل ما اكتنزه تفكيره السياسي، والمادة الخام لكل ماتفتقت عنه رؤيته لحاضر ومستقبل البلاد.

     وسعياً وراء إرواء عطشه الذي لايرتوي وتلبية لقلق لايهدأ نحو إجابات مقنعة، فقد خصص محمد بن سلمان  عشرات الساعات في الاستماع إلى شهادات مسجلة لأعيان المدن وشيوخ القبائل عن الأحداث التي عايشوها خلال تأسيس البلاد على يد جده الملك عبدالعزيز، وهي أكثر من ثلاثة آلاف شهادة مرئية ومسموعة تزخر بها دارة الملك عبدالعزيز، التي تعنى بتوثيق تاريخ المملكة، عززها الأمير بتصفح عشرات المجلدات التي تضمنت ملاحظات وتعليقات كتبها مؤرخون من جزيرة العرب، عن الأحداث والوقائع التي عرفتها هذه المنطقة منذ ثلاثمئة عام. وبين سعف النخيل والسواقي، وعلى كثبان الرمال النجدية، وفي الغرف المغلقة في هزيع الليل بين الكتب، نشأت تلك الفكرة التي بقيت هاجسه وهمه: كيف يمكن للمملكة أن تجدد نفسها على الدوام، في شبابها اليافعين، وأن تحظى بدور القيادة دائماً… أن تتفوق على ذاتها، وأن تتلافى دوماً حالة الاختناق والحصار… كيف يمكنها أن تبعث الروح في عالم عربي مهشم ومحطم وتعيد الأمل؟!

  في شهر أبريل الماضي أذاعت قناة (العربية) مقطعا قصيراً للأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع، الذي أصبح وليا لولي العهد، وهو يتبادل الحديث مع القيادات العسكرية للقوات المسلحة التي تشرف على عمليات عاصفة الحزم،  التي انطلقت في نهاية مارس الماضي لتحرير اليمن من الانقلاب الحوثي. يكاد هذا الحديث التليفزيوني النادر، أن يختزل رؤية وزير الدفاع لطبيعة التحالفات التي على السعودية أن تعقدها. حيث أشار إلى أن السعودية هي الدولة الأقدر على قيادة تحالف من عشر دول، وهو تحالف منذ عقود لم ينعقد إلا بقيادة دولة أو دولتين.  هنا يحدد الأمير بشكل واضح مايمكن وصفه بإحدى ركائز السياسة السعودية من 1932، وهو أن حروب الضرورة التي ترى المملكة أنه لامناص من الانخراط فيها لحماية مصالحها الإستراتيجية وأمنها الوطني، و حماية جيرانها، لاتتم إلا عبر عقد تحالفات وثيقة وطويلة الأمد.

  في تقرير بيلي الذي رفعه إلى التاج عام (1865)، نبّه إلى صفة يمتاز بها السعوديون، وهي أنهم يخططون بصمت ودهاء ثم يتخذون الخطوات اللازمة، مقتنصين عامل المفاجأة والصدمة، وإذا كان التاريخ يعيد نفسه مراراً في صور متعددة من العظمة الَأخّاذة، فيمكننا أن نجد لها وقائع من تاريخ آل سعود، في الإعداد المذهل لإخضاع الحجاز العام 1927، ثم في مارس 2015  في الاجتماعات والرحلات المكوكية و الترتيبات التي سبقت عاصفة الحزم لتحرير اليمن من هيمنة جماعات خارجة على الدولة بعد الانقلاب على الشرعية في سبتمبر 2014.

      وكون الأمير محمد بن سلمان في طليعة الشباب من الأمراء في عائلة كبيرة وممتدة، وهو مهجوس بمشروع تنويري يرفع من ثقافة أبناء العائلة المالكة اليافعين، سياسيا وعسكريا، تهدف رؤيته إلى ترسيخ خلاصة أساسية وبديهية عن معنى الأمن القومي والمصالح الإستراتيجية عن أسس بقاء الدولة وحماية حدودها السيادية ونظام حكمها الداخلي واستقلالية قراراتها في الأمور الاقتصادية أو السياسية.

    محمد بن سلمان مهجوس بالقضايا التي يجب ترسيخها في الناشئة، في لحظة تاريخية حاسمة وتحديات كبرى لم يسبق لبلاده أن عرفتها: كيف يمكن للسعوديين الشباب أن يتشربوا المفاهيم الأساسية، العقيدة الوطنية التي تجعلهم يُضحون بمهجهم لضمان عدم حصول تهديد لبقاء الدولة، أو سلامة حدودها السيادية أو استمرار نظام حكمها الداخلي أو التضييق على خياراتها وقرارتها.  يشرحها  الأمير بتبسيط كبير: “إنها مثل قطع “الليغو”، أحيانا علينا فكها وتركيبها من جديد للوصول إلى الصورة الكاملة والساحرة”، وهو بالتحديد مايسعى الأمير إلى تحويله إلى بديهية وثقافة شائعة تتجاوز الأمراء إلى ملايين السعوديين الشباب في أمة يُشكل فيها هؤلاء الشباب أكثر من 60% ذكوراً وإناثاً.

  *المقالة نشرت في عدد خاص بزيارة الملك سلمان إلى روسيا.
نشرت في مجلة R.V الروسية في نوفمبر 2015.

0

مقالات ذات صلة

  • تركي الحمد حاضرٌ لا يغيب.

    تركي الحمد حاضرٌ لا يغيب.

    سمعت باسمه أول مرة عام 1997، كنت في زنزانتي في السجن في بريدة، وكنت أتابع برنامجاً سياسياً على الراديو من إذاعة قطر،... تركي الحمد حاضرٌ لا يغيب.
    اقرأ المزيد
  • في ضيافة آخر الوهابيين العظام

    في ضيافة آخر الوهابيين العظام

    منصور النقيدانايلاف الإثنين 22 سبتمبر 2014 في ربيع عام 1989 كنت محظوظاً بأن أدعى وأنا في سن التاسعة عشرة إلى الغداء مع... في ضيافة آخر الوهابيين العظام
    اقرأ المزيد
  • أربعون عاماً حزينة تتوج “طالبان” حاكماً على أفغانستان عشية الـ11 من سبتمبر

    أربعون عاماً حزينة تتوج “طالبان” حاكماً على أفغانستان عشية الـ11 من سبتمبر

    نقلا عن موقع كيوبوست منصور النقيدان♦ أفغانستان البلد الأكثر فقراً في العالم ستبقى تلك البقعة التي ينساها الجميع عند... أربعون عاماً حزينة تتوج “طالبان” حاكماً على أفغانستان عشية الـ11 من سبتمبر
    اقرأ المزيد
  • Twitter
  • Facebook
  • YouTube
  • SoundCloud
© 2025 منصور النقيدان