منصور النقيدان
  • الرئيسية

  • مقالات

    • جريدة الاتحاد

    • جريدة الرياض

    • الوطن

    • جريدة الوقت

    • صحيفه عاجل

  • مقالات متنوعة

    • تغريدات

    • بدايات التنوير

    • مآلات المتطرفين

  • دراسات

  • مقابلات

    • قالوا عن منصور

  • ميديا

    • صوتية

    • صور

    • فديو

  • الرئيسية

  • مقالات

    • جريدة الاتحاد

    • جريدة الرياض

    • الوطن

    • جريدة الوقت

    • صحيفه عاجل

  • مقالات متنوعة

    • تغريدات

    • بدايات التنوير

    • مآلات المتطرفين

  • دراسات

  • مقابلات

    • قالوا عن منصور

  • ميديا

    • صوتية

    • صور

    • فديو

البليهي والملك فهد وأول مدرسة للبنات…(6)

22/02/2008_ صحيفه عاجل، مختارات

منصور النقيدان
نشر في عاجل يوم 22 – 02 – 2008

في عام 1406 كان مسجد عودة/الحميدي يزدهر بثلاث حلق كل يوم، بعد الفجر لعبدالله المطوع إمام المسجد وخليفة والده، وبعد الظهر والعشاء لمحمد السليمان العليط.

ارتبط مسجد الحميدي في ذاكرتي بأناس فارق بعضهم الدنيا، ومنهم من لايزال على قيد الحياة، يأتي في مقدمتهم محمد الفهد الربيش خادم المسجد والمسئول عن صيانة الكهرباء، وقد حكى لي محمد يوماً كيف تعرض لتبشير دعوة التبليغ حتى أقنعوه بالخروج معهم إلى الطائف وتحت إلحاحهم بأن يقوم واعظاً في أحد مساجدها بعد صلاة الجمعة قام وتوجه إلى المصلين فنظر إلى بعضهم ثم انفجر بالضحك وجلس.

الثاني هو حمد العودة مؤذن المسجد العتيد، وثالثهم جار للمسجد من آل الطريقي، كنت أستيقظ على وقع أقدامه قبل طلوع الفجر بساعة في المرات القليلة التي نمت فيها في خلوة المسجد ليالي الشتاء، كان هو أول من يسبق إلى الصف الأول فيصلي ركعات معدودات ثم يقرأ في مصحفه حتى يطلع الفجر.

ورابعهم شيخ قد ناهز التسعين كأني أراه الآن وهو يخطو متثاقلاً معتمداً على عصاه هابطاً من الدرجات الثلاث للباب الشمالي الشرقي الذي يفضي إلى رواق المسجد من جهة الحمامات. إذا قصدت قبة رشيد من المدخل الجنوبي فإن دكان هذا الشيخ هو الثالث عن يمينك، إنه ذلك المتربع في فم دكانه الصغير ضمن تلك الحوانيت الملتصقة ببعضها في فم السوق، لن تخطئه عيناك، صبيح الوجه بسام المحيا بلحيته البيضاء التي ملأت صدره ووقاره الذي يطيش بكل عبث قبة رشيد ونزوات مراهقيها والأنفاس الوالهة والأجساد الراجفة المتلامسة خلسة والتي تبلغ ذروتها مع إغلاق محلات العبايات النسائية المغلقة فترة صلاتي المغرب والعشاء. قيل لي بعد وفاته إن هذا الشيخ هو عبدالله الدحيم الخضير.

لم يكن يفصل بين الشارع الذي يقع عليه المسجد شمالاً وبين قبة رشيد، إلا أرض فضاء غير معبدة تزيد أو تنقص عن ثلاث مائة متر، وإذا كان عصر الخميس والجمعة أقيم السوق، وانتشرت المباسط على امتداد هذه الأرض البيضاء المستطيلة التي يحدها من الشرق شارع الملك عبدالعزيز ويحدها من الغرب بمسافة تقارب المئتي متر تلك المساحة المعبدة التي تبعد قرابة المائة متر عن أولى كبرات سوق الخضرة باتجاه الغرب، وتنتهي آخر مباسط هذا السوق جنوباً قبل مدخل القبة الجنوبي بأمتار.

كان هذا السوق يقام قبل ذلك غرب الجامع الكبير بعد هدم تلك المباني الواقعة شرق المقبرة قبل ثمانية وعشرين عاماً، والتي كانت حتى أوائل القرن الثالث عشر تقع خارج سور بريدة، وقد كانت أزقة ضيقة تتصل بعض بيوتها بجسور تسمح بالتنقل بينها، وهي رفاهية لا تعرفها إلا بيوت الأمراء وذوي اليسار.

في هذا السوق القديم حدثت قصة غريبة، فقد كانت إحدى المتسوقات تتجول بين الباعة وقد كشفت عن ذراعيها وكان لأحد الإخوان مبسط يبيع فيه الصابون والشامبو ولوازم نسائية أخرى، فأمر السيدة بأن تستر يديها، ولكنها لم تلق له بالاً، وبعد تكراره الزجر وإصرارها على إهماله رماها بعلبة شامبو أصابت رأسها فسقطت المرأة مغشياً عليها، فاستغل صاحبنا انشغال المارة والباعة بإسعاف المرأة المسكينة وقام بجمع بسطته فألقى عليها الشراع، ثم أطلق ساقيه للريح.

وفي عام 1407 وقعت حادثة مشابهة في شارع الملك عبدالعزيز، بعد ملاسنة بين سيدة وابنتيها وبين اثنين من أعضاء هيئة السوق قاما بالإنكار على الفتاتين انبساطهما في الحديث مع البائع، وأمام حيرة العضوين وشعورهما بالعجز عن السيطرة على الوضع تقاطر المتعاطفون إلى المكان، وفجأة انخرط محمد العبدالعزيز وهو من الإخوان في الشجار. كان دكانه في سوق الزل/المجلس قريباً من موقع الحدث، فأخذ العصا من عضو الهيئة وانهال على الثلاث ضرباً حتى اختفت أصواتهن والمتسوقون وكل من كان في السوق شهود، وانتهت القصة التي نجا من تبعاتها بأعجوبة بصلح عقد في مكتب نائب أمير منطقة القصيم الأسبق محمد بن سعد بن عبدالعزيز.

كان صاحبنا هذا من أعيان الإخوان، إلا أنه كان مستبعداً من قائمة أسماء النخبة التي يجري اختيارها ضمن الوفود إلى الأمراء وولاة الأمر في القضايا الطارئة والنوازل التي تستوجب مناصحة وتنبيهاً، لقد شارك في أكثر من وفادة وتسبب كلامه أثناء اللقاء بإفشال المهمة فلم يعد بعدها مرغوباً، وكان واحداً ضمن أسماء قليلة تحدثت بحماس بين يدي الأمير فهد بن عبدالعزيز وزير المعارف 1381، مبدين اعتراضهم على افتتاح أول مدرسة للبنات ببريدة، ولكنه لم يكن هو الوحيد، فقد شاركه آخرون كان من ضمنهم الشيخ صالح البليهي، وكانت كلمات البليهي الجريئة إحدى أكبر أسباب طرد الوفد الكبير من الرياض. قال لي علي بن سليمان البرادي في عام 1408: “قبل عودتنا من الرياض إلى بريدة استضافنا الأمير بندر بن عبدالعزيز على الغداء وذبح لنا أربعين خروفاً، فتفاجأنا بعبيد الملك فيصل وقد وقفوا على رؤوسنا والعصي بأيديهم وقالوا لنا مهددين: يقول طويل العمر لا تغيب الشمس وأنتم بالرياض وإلا سقناكم بالعصي”.

درست على الشيخ صالح البليهي منذ منتصف عام 1405 حتى محرم 1406، وقد شكت إليه أمي حينما تركت الدراسة وطلبت دعمه، فتحدث معي بكل رفق، فلزمت الصمت، ثم أعاد الحديث كرة أخرى وجعل يحثني على الإفصاح عن دوافعي لترك الدراسة ولكن لساني عثر بي، وعرض شفاعته عند مدير متوسطة وثانوية تحفيظ القرآن أبو يوسف الحجيلان للتغاضي عن غيابي عن المدرسة لأسبوعين، ولكنني كنت عازماً على المضي فيما قررته فاستحييت منه وانقطعت عن دروسه.

ولم أكن أعلم عن خلافه مع الإخوان إلا بعد شهور. كان البليهي من أكبر الداعمين لتعليم المرأة. قال لي فهد العبيد مرة: “جمعتني صداقة في كهولتي مع البليهي، لقد طلب العلم متأخراً وهو في السابعة والعشرين وكان فلاحاً ولكنه أحب العلم وبذل نفسه له، كان يحب أن يصلي بجواري دائماً ويقول إنني أجد الطمأنينة بقربك”.

وأخبرني محمد العبدالله أبا الخيل “ولد أبو ركعة” أنه وُلد هو والبليهي ومحمد بن عبدالعزيز المشيقح في سنة واحدة. رحل البليهي عام 1410 أولاً، ثم تبعه أبا الخيل بسنة ونصف، وتوفي المشيقح العام الماضي.

من الإخوان من كتب في وصيته بأن لا تتعلم بناته في مدارس الحكومة، وثلاثة منهم هاجروا إلى النْخَيْل في التسعينات الهجرية، وكانوا على صلة بجماعة أهل الحديث لفترة – ولكنهم نجوا من الاعتقالات بعد احتلال الحرام لأسباب سيأتي شرحها لاحقاً – فاستوطنوا النخيل في ضيافة أميرها مشعان وجعلوها مهاجرهم، وتعاهدوا في وثيقة كتبوها بأن لا يدخلوا أبناءهم ولا بناتهم في تعليم الحكومة وألا يعملوا في وظائفها.

ولكن الثلاثة عاشوا حتى تخرج بعض أبنائهم وتعلمت بناتهم في مدارس الوزارة، وقد انهارت بيوت وانفصل أزواج بسبب رفض الأب تعليم أبنائه أو بناته، ولا زال بعض منهم حتى اليوم يرفضون تعليم بناتهم إلا عند سيدة تعلمها القراءة والكتابة، رغم التغير الكبير الذي حصل لهم اجتماعياً، ومنهم من تلطخ بتوظيف أموال استثمروها بطرق مشبوهة، ولكنهم يرفضون تدريس بناتهم نزولاً عند رغبة الجد أو تنفيذاً لوصيته.

وبعض من الإخوان ممن رغبوا في الانعتاق اضطروا للهجرة إلى الرياض أو مكة لتوفير جو يساعدهم وعوائلهم على تعليم أبنائهم وبدء حياة جديدة، بعيداً عن النمائم والدسائس والضغوط النفسية.

وقد كان في عداد الإخوان آخرون اتخذوا طريقاً وسطاً، منعوا تدريس البنات وسمحوا للأبناء بالدراسة، وتابعوا الإخوان في باقي المسائل تحليلاً وتحريماً وتبديعاً، وهؤلاء كانوا في عداد الإخوان وإن كانوا في نظر البعض منهم من المقصرين.

ولكن كانت محبتهم للجماعة ومنافحتهم عنها وانكسارهم عند التوبيخ، وتجلدهم للتقريع، وإقرارهم بالتقصير، وتملقهم للإخوان شافعاً لهم.

0

مقالات ذات صلة

  • الإغواء الإيراني للمجتمعات السنية

    الإغواء الإيراني للمجتمعات السنية

    أرجو أن يكون هناك من يرصد المزاج الإسلامي هذه اللحظة تجاه إيران، والتشيع السياسي والديني تمدداً وانحساراً. يبدو أنها... الإغواء الإيراني للمجتمعات السنية
    اقرأ المزيد
  • في ضيافة آخر الوهابيين العظام

    في ضيافة آخر الوهابيين العظام

    منصور النقيدانايلاف الإثنين 22 سبتمبر 2014 في ربيع عام 1989 كنت محظوظاً بأن أدعى وأنا في سن التاسعة عشرة إلى الغداء مع... في ضيافة آخر الوهابيين العظام
    اقرأ المزيد
  • عن الوحدة والرفقة: توازن الروح في زمن الغربة

    عن الوحدة والرفقة: توازن الروح في زمن الغربة

    التواصل المستمر مع العائلة والأصدقاء مهم للصحة النفسية لمن يعيشون وحدهم. ولكن عليك أن تختار الجيدين ليكونوا أصحابك،... عن الوحدة والرفقة: توازن الروح في زمن الغربة
    اقرأ المزيد
  • Twitter
  • Facebook
  • YouTube
  • SoundCloud
© 2025 منصور النقيدان