نشر تنظيم داعش مقاطع لسعوديين يمزقون جوازاتهم، ويعلنون براءتهم من الانتماء للمملكة العربية السعودية، وهو مايفسره منصور النقيدان بأنه دليل على إخفاق مؤسسات التربية والتعليم، و فشل من مؤسسات الإعلام في غرس شعور عميق بالولاء والانتماء لوطنهم المملكة العربية السعودية.
ويرى النقيدان أن الشعوب العظيمة كاليابانيين والصينيين والأتراك وغيرهم مرت بأحقاب طويلة من الخضوع المطلق للسلطة، وهو أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت هذه المجتمعات على النهوض وصناعة الحضارة، وأن الأتراك المعاصرين اليوم يشعرون بانتماء وفخر وزهو حين ينتسبون إلى العثمانيين، وهو مايفتقده الإسلاميون السعوديون.
وقال النقيدان في تعليقه على مقطع الفيديو في نشرة الرابعة على قناة العربية اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2014 : إن هذه المشكلة أسهمت فيها مؤسسة الفتوى حين كانت لعقود طويلة تحرم تحية العلم، والاحتفال باليوم الوطني، وتجد غضاضة من الحديث عن الوطنية وغرسها في أذهان وعقول الناشئة.
ويرى النقيدان أن هذه المشكلة بدأت مع تأسيس البلاد حين تمنعت قبائل سعودية رافضة مفهوم الدولة وواجهت مفهوم الدولة ومشروعها، وأن هذه المشكلة كانت لعشرات السنين تخبو ثم تظهر، حتى تجلت بشكل واضح مع السلفية المحتسبة التي احتلت المسجد الحرام عام 1979، حيث يؤكد النقيدان أن أدبيات ورسائل الجماعة كانت مفعمة بالامتعاض من حمل الوثائق الرسمية وبطاقة الهوية، ومن الانتساب إلى المملكة العربية السعودية، والشعور بالخزي من كونهم رعايا سعوديين.
وأشار في حديثه لسهير القيسي أن صعود الصحوة الدينية الذي ترافق مع استيقاظ الحس القبلي والعنصرية القبلية في السعودية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي مع عوامل أخرى كلها تضافرت لتثمر مانراه اليوم من هشاشة وضعف في الانتماء والولاء. وأن كثيرا من لإسلاميين يرون في كونهم سعوديين تبعية للعائلة المالكة السعودية، وأن المفاهيم الخاطئة تجعلهم يشعرون بالاشمئزاز خلافا لما نراه عند مجتمعات أخرى.ضاربا المثل بسلمان العودة الذي كان منذ ظهوره في التسعينيات يتجاهل ذكر اسم المملكة العربية السعودية، مكتفيا بالإشارة إلى “الجزيرة العربية” أو “أرض الحرمين”.واصفا هذه الحالة بأنها :”زحف البداوة على الحضارة” كما عبر عنها ابن خلدون.
وفي إجابة عن الأسباب في كون السعوديين وحدهم هم الذين يمزقون جوازاتهم من دون غيرهم قال: “لأنه مع الأسف يسهل استحمار السعوديين”، وهذه مشكلة عانيناها في أفغانستان وفي العراق وسوريا وغيرها، وعلى السعوديين ألا يتوقفوا عن تعليق المشكلة على الأسباب الخارجية والاكتفاء بكونهم مستهدفين وأن أبناءهم عرضة للاستغلال، لأن ذلك يعني شيئين: أن سهولة اختراق سعوديين واستحمارهم من قبل تنظيمات إرهابية هو مشكلة داخلية ونابعة من الذات وهي تعبر عن إخفاق كبير في مؤسسات الدولية وعدم قيامها بمسؤليتها. وأن وجود عشرات أو مئات من السعوديين في العراق أو سوريا أو داعش أو النصرة هي حقيقة قائمة، أسهمت فيها أسماء دينية ودعاة ولسنوات كان السعوديون يجندون للقتال في سوريا بمحرضات وبيئة حاضنة دفعت بهم إلى المشاركة في القتال في سوريا وغيرها.
وختم في تعليقه قائلا: إن على السعوديين قيادة ومؤسسات تربوية وتعليمية وعلماء دين ومفكرين أن يواجهوا هذه المشكلة ليجعلوا من أبنائهم فخورين بكونهم سعوديين.