تصاعدت الحرب في سوريا، خصوصاً بعد دخول حزب الله القصير، وزادت من حدة الفرز الطائفي بين السنة والشيعة، بحسب مراقبين أبدوا تخوفهم من تطور الوضع، خاصة مع سيطرة المتطرفين من الجانبين على الخطاب الإعلامي المتبادل بين الطرفين.
فيما طالب متابعون بتدخل العقلاء من مثقفين وأساتذة وسياسيين لقطع الفتنة، وعدم تمكين المتشددين من قيادة الخطاب الذي قالوا إنه سيجر إلى مزيد من التجييش العاطفي في ظل استخدام كل منهما للدين والأحاديث لتمرير ما يعتقد به، وإبراز الآخر بأنه باطل.
وكان الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، الشيخ صبحي الطفيلي قال إن “حزب الله” بتدخله في سوريا فتح باب الفتن الطائفية. وأضاف الطفيلي: إن نصر الله استعدى أكثر من مليار مسلم، ويجر لبنان إلى حرب مدمرة.
في حديث لـ”العربية” حول هذا الموضوع، يقول مدير مركز مسبار للدراسات، منصور النقيدان، إن “الطائفية ليست حديث اليوم، فهي موجودة من قبل حزب الله، وخطاب حسن نصر الله”، مؤكداً أن “الوقت أصبح متأخراً الآن للحديث عن احتواء الطائفية”.
وأوضح النقيدان أن “أي حديث عن تدخل حزب الله في سوريا إنما هو فتح لباب الفتنة، وهو حديث سياسي مستهلك، فالفتنة الطائفية عميقة ومتجذرة من قبل ما يحدث في سوريا، فالمشكلة موجودة، ويعاني منها المسلمون في الشرق والغرب، فهي ليست مشكلة في سوريا فقط، بل في باكستان والخليج وغيرهما”.
وأكد النقيدان أن القضية الطائفية كانت وما زالت وستظل تؤثر إلى وقت مجهول، موضحاً أن “البشر لا يستفيدون من تجاربهم، فالفتن الطائفية، والحروب الطائفية والدينية عرفتها البشرية في أكثر من جهة، وعرفها المسلمون في وقت مبكر من الإسلام”.
وأشار النقيدان إلى أن ما يحتاجه العالم هو أن ينظر إلى أين ينتهي الوضع، فالجميع يعتقد أن الانتقام سيشفي نفسه، وهم لا يعلمون أن الحقيقة هي أنهم يطاردون خيط دخان، بحسب تعبيره.
وأكد في نهاية حديثه أن الواجب على الدول الآن سياسياً أن تسعى إلى إيجاد تشريعات حقيقية لمنع أي اعتداء طائفي.
السبت 29 رجب 1434هـ – 8 يونيو 2013م