تجارب الحكم الإسلامي في المنطقة أخفقت في الاختبار
عثرات متعددة في إيران وأفغانستان وقطاع غزة ومصر وتونس
شهدت تجارب حكم التيارات الإسلامية في العديد من بلدان المنطقة عثرات كثيرة. ولا يزال العنوان الأرحب الذي يجمعها هو “لم ينجح أحد”، بحسب تقرير لقناة “العربية”، السبت.
وتتعدد الأمثلة على أزمة حكم الإسلاميين عبر التاريخ الحديث. ففي إيران، وصل الإسلاميون بقيادة الخميني للسلطة بعد إزاحة نظام الشاه في العام 1979، ومنذ ذلك التاريخ انغمست إيران في حرب مع جارها العراق وتحولت في عيون الغرب إلى دولة مارقة تخضع لعقوبات اقتصادية شديدة أدت إلى انتشار الفقر والبطالة بين الشعب. ولا يزال النظام الإيراني مصدر قلق لأغلب الدول في العالم، من خلال دعم بعض الحركات الخارجة عن القانون الدولي أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وفي أفغانستان ظهرت حركة طالبان عام 1994، وخلال عامين استطاعت الحركة أن تسيطر على معظم المناطق الأفغانية، ثم استولت على السلطة، واستضافت المتشددين، وتسببت سياساتها في انتشار الفقر والتشدد في البلاد، وعجزت الحركة عن مجاراة العصر بمنع تعليم المرأة وإجبار المواطنين على إطلاق لحاهم ومعاقبة سامعي الأغاني ومشاهدي التلفزيونات.
وفي فلسطين، تسبب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، بانقسام داخلي حاد بين الفلسطينيين. واستقلت الحركة بغزة تمارس فيها صلاحياتها بعد أن عجزت عن الإيفاء بمتطلبات الشعب الفلسطيني في الوحدة.
ويعد السودان، والذي شهد انقلابا على السلطة في العام 1989، من أقدم البلدان العربية التي تولى الإسلاميون فيها السلطة. وانقسم السودان في وقت لاحق إلى دولتين شمالية وجنوبية، إضافة إلى معاناته من توتر ونزاعات مسلحة في عدد من المناطق.
وحاليا لا تزال الحكومات الإسلامية التي وصلت إلى سدة الحكم في دول الربيع العربي مستمرة في تخبطاتها، ففي مصر سعى الإسلاميون إلى التفرد بالسلطة وإقصاء أطياف المجتمع المصري الأخرى، وهو ما نتج عنه انقسام كبير وخروج معارضة تطالب برحيل الإخوان.
فيما تشهد تونس حاليا أحداث عنف ومظاهرات تتهم حزب النهضة الحاكم بتصفية خصومة، خاصة بعد مقتل المعارض البارز شكري بلعيد.
وتعليقاً على هذا التقرير تحدث لقناة العربية مدير مركز المسبار للدراسات منصور النقيدان قائلاً “إذا كنا سنحكم على الفشل في كل هذه الأمثلة والنماذج من طالبان إلى إيران إلى حماس إلى السودان فهناك تفاوت كبير فيما بينهم، فالإيرانيون لم يكونوا أبداً كطالبان وكذلك حماس لم تكن كالحكم في السودان، غير أن ما جمع كل هذه الأنظمة أنها أثبتت في النهاية أنها قد تكون تعمل تحت أجندة حزبية”.
وأضاف “ما يحدث اليوم في تونس هو أن الشعوب تواجه ما كانت تطمح إليه، فقد كانت هذه الشعوب التي أيدت هذه الأنظمة تطمح إلى الأمل في هذه الأنظمة”.
وأفاد النقيدان أن “السبب خلف الانجذاب الشعبي للأحزاب، يمكن في أنها استطاعت أن تملأ فراغاً في وقت كانت هذه الشعوب في أمس الحاجة إلى مشروع وطني يوحد فيما بينها، وما زال حتى الآن هناك أمل بأن تلبي هذه الأحزاب ما تطمح إليه هذه الشعوب خصوصا في تونس ومصر، لذلك ما نعيشه اليوم هو امتحان حقيقي”.
ووصف الحكم التركي والنموذج الذي يديره أردوغان بأن “الإسلاميين الأتراك قاموا بين بيئة صلبة تمتد لأكثر من 6 عقود وقائمة على ثقافة علمانية حقيقية أسسها كمال أتاتورك، وحينما جاءت النخبة السياسية التركية مع الإسلاميين كانوا هم الدماء الجديدة التي لديها الاستعداد لتقبل المشروع الليبرالي والتحول الديموقراطي الحقيقي في تركيا، وخصوصاً أنهم جاءوا في فترة كانت تركيا تطمح وتسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي، وكان خصومهم في الجهة الأخرى هم الحرس القديم الذين لم يكن لديهم أي استعداد للتغيير”.
ويضيف أن ما يحدث في مصر هو مختلف تماما، المصريون هم كما يقول الكاتب عبدالرحمن الراشد “دائماً ما يتمنون أن يكونوا كالأتراك ولكنهم يسعون إلى النموذج الإيراني”.
المصدر