توضح الأفلام التالية قصة البدايات، الأسئلة والتحولات، هي أفلام نادرة قمت بتسجيلها -أحيانا رغم أنف أصدقائي- في الأعوام 1999/ 2000/ 2001 حيث كنت مع نخبة من أفضل الأصدقاء وأذكى الشباب الذين عرفتهم من أبناء مدينة بريدة ومن غيرها، كنا نعيش تجربتنا مع الحقيقة ، الهدى والضلال، القبول بالآخر، الرفض، التحرر والتبعية.
والمتابع لقصتي وقصة زملائي اليوم بعد قرابة 14 عاماً، سيعرف أن كل واحد منا قد سلك طريقه الخاص به.
من بين الأشخاص الذين ظهروا في هذه الأفلام من واصل الأسئلة ومر بتجارب وتحولات عميقة تجاوزت تلك الأفكار البسيطة، وفيهم من قنع بما كان عليه، وفينا من عاد أدراجه واختار مانشأ عليه وألفه في بيئته، ومنا من اختار الفن و الدراما والسينما مجالا لاهتماماته، وفي هذه المجموعة من اختار أن يكون شيخ دين متفتحا باحثاً في الفكر الديني وأسهم في مواجهة الفكر المتطرف، وفينا من أصبح رجل أعمال، ومن اختار المحاماة والقانون مجالا له بعيدا عن الجدال ومتاعب الأفكار. و فيهم من وجد في التقنية وعالم الكمبيوتر تحقيق ذاته.
وسيلحظ المشاهد أيضا أن في هذه المجموعة من حافظ على أصالته ونبالته، وفيا للأفكار والقيم التي آمن بها وتحدث طويلا في هذه المقاطع عن أفكاره.
في أحد المقاطع سيجد المشاهد بدايات تجربة الكتابة والنشر حيث كنا نتبادل الأفكار والأخبار حول مقالة قادمة أو تقرير صحفي أوتحقيق سينشر قريبا.
تحتوي هذه المقاطع التي نشرتها من دون أي حذف على تعليقات مرحة، ونكات طريفة، وسخرية متبادلة بين أصدقاء كانوا شلة واحدة يلتقون كل يوم تقريبا، ثم أخذتهم الحياة ومشاغلها وتباعدت بهم البلاد ونأت بهم الأوطان.
أرجو أن تستمتع أيها الزائر بهذه الأفلام، وأن تصغي جيدا للحوار ات والأفكار والأسئلة التي عبرت عن مرحلة عشناها بكل أحلامها وتطلعاتها ومخاوفها. وأن تعلم أن كل واحد من هؤلاء قد عانى من محيطه ورفقائه وعشيرته بسبب أفكار تبدو اليوم ساذجة وبسيطة, ولكنها كانت في بيئتنا أشبه بزلزال فكري.
إنها بحق كانت بداية الاستنارة وتدشينا لجيل جديد من الكتاب والمثقفين.
من بين هؤلاء الأصحاب من أراه كل أسبوع، وفيهم من ألتقيه كل شهرين، ومنهم من انقضت عشر سنوات لم أقابله، وفيهم من تصرمت سبع سنوات لا أعرف عن أخباره شيئا.وفيهم من أتحدث معه كل ليلة على الهاتف.
كانوا خير صحبة عرفتها.
فسقى الله تلك الأيام.
14يناير2013
دبي
منصور النقيدان-بدايات التنوير 01
منصور النقيدان-بدايات التنوير 02