منصور النقيدان
يوليو2023
إذا كان الحب النابع من إرادة الخير، ووعي سر الحياة، والمسامحة، والغفران تجلل النفس والعقل، فسيكون هناك عبور إلى بر الأمان، مهما تدهورت وضعفت وارتطمت بالقاع.
واليأس حين تبلغ الغربة والهجر والبعد مداه الأقصى سيكون رحمة لك.
امنح نفسك فرصة، للتفكير.
ولا ترتبط بأي علاقة إلا بعدما يصبح الدمار ودخانه أطلالاً يعلوها الغبار وتعبث فيها رياح النسيان، والنار الحارقة قد بدأت تخبو وتومض ثم تخبو نحو الانطفاء، ووقتك مليء بالعمل، وأنت محاط بالأصدقاء الجيدين، الخلص، وتمارس عاداتك وصلاتك الاجتماعية على افضل مايمكنك، ونجاحاتك الصغيرة.
كن قريباً من عائلتك التي تمنحك الدفء، فهي في اللحظات الصعبة حماية ووقاية وإن لم تمنحك حلاوة السلوان. فالحلاوة لايملك أحد منحها لك، انت في داخلك من يوجدها.
بعدها ستكون الرؤية أوسع، والغبش قد تلاشى، والتشويش بدأ يزول ، والمرارة والحزن المهلك بدأ يتراجع مفسحاً المجال للابتسامة والضحك والبهجة والرقص.
هنا كن متقبلاً للجديد.
وليكن الحب نفسه هو الدليل لك، وأغلق كل نوازع الشر والوساوس وأحب من فارقت، فلربما كنت مفارق حبيبك بقدر من السماء قاهر لايد لك فيه. فما كنت صانعاً؟
ومع ذلك وأثناءه افتح قلبك لتلقي الرياح ونسائم البرد وشم الورد.
وحين تظفر بمن ستكون لك أماً لم تلدك، وأنت لها أباً وصديقاً وحبيباً وترى في عينيها وروعة جمالها الأخاذ وسادة قلبك، وحين تناديك رحمة السماء لتكون هي النبع لغسيل قلبك فالزم فقد وصلت، وألق عصاك وتهيأ لرحلة جديدة.
أحب نفسك، وغص عميقاً في جمال هذا الكون وأسراره في سمائه ونجومه وبره وبحره في طيوره وحيواناته ونباته. وأبحر بقاربك في معرفة نفسك واكتشاف كنه ذاتك الإنسانية، وسافر.
امتهن الترحال كلما سنحت لك فرصة، اكتشف العالم واستمتع بالجديد المدهش.
حين تبلغ مرابعك وديارك وجنة عدن التي تسعى إليها فكل مامر بك هو هباء.
حينها أعد زادك ولقمتك وحلق نحو أراضيك الجديدة، في رحلة النفس والروح، اخفق بجناحيك ولاتلتفت.
ولاتنس ديارك وجنتك التي غسلتك وطهرتك بشلال من نور. فارحل رحلتيك، وخض هجرتيك، واطرق باب السعادتين.
هذه خاطرة ووصفة لمن كسر قلبه وتحطم. ربما تنفع .مرة أخرى.
كتبتها في جولاي 2023

*صورة التقطتها من غرفتي مع شروق شمس يوم قضيته براحة غامرة،- طنجة قصر التازي– ديسمبر2024