منصور النقيدان
أبريل 2024
ابوعبدالرحمن محمد بن حمد من بلدة (البصر ) غرب بريدة، تاجر تمور، لم أقابله منذ 26 سنة، وهو لايزال ممتعاً بصحته وعلى قيد الحياة،
كان ولايزال يتعاطى مع الاختلافات والخلافات والشحناء بين البشر والقطيعة بين الأصحاب والهجران بين المتعارضين بروح التجاهل والتسامح وتمرير كل شيء فغالبية العداوت لاتستحق لأن ” الامر سهل” وغالبية الخلافات لاتستوجب العداء لأنه ” مايخالف”.
” التغافل”، واحدة من أعظم خصال العقلاء والسادة النبلاء وهي تجسدت في هذا الإنسان.
إذا جاه النمام ينقل كلاما رد عليه ” الامر سهل، الله يصلح النفوس”. و إذا تعارض طلبة العلم وتناطحوا بقرونهم وانقدح الشرر عمد إلى التهدئة بأن ” تراه الامر سهل، مايستاهل هالشطط!”.
إذا طرق بابه بعد العشاء رهط من الإخوة في الله وهو قد تجهز للنوم والإرهاق بلغ منه مبلغه، وهم جاؤوا لتحذيره من فلان وفلان قلطهم وقهواهم وعشاهم، وسمع كل اللي عندهم ويكون جوابه ” الامر سهل لاتشتطون ولاتاصلون اقصاكم”. وربما تجد الشخص الذي حذروه منه يتغدى عنده بعد يومين ولم يخبره بشيء حتى ولو مضت سنوات.
ابوعبدالرحمن مثال للحكمة وتجنب الحدية، والجدال. يتمتع بحكمة حرمها غالبية الناس و الفقهاء والأدباء والمثقفين.
كان مجلسه يجمع فرقاء ومختلفين وربما متعادين وهو يبتسم جذلاً باجتماعهم وإذا ضحك ضحك من كل قلبه.
قد يهجره أحدهم فكأن القطيعة لم تحصل، لايشغل باله بها، وإذا عاد الهاجر ولو بعد سنين ابتسم واحتضنه وقال له :” تراه الامر سهل”.
أظنه ينام كل ليلة راضياً قرير العين، وهو الآن في أواخر السبعين من عمره.
متعه الله بالصحة والرضى.

*الصورة للنخلة وجدتها تنسجم مع شخصية ابوعبدالرحمن