القطيف – حسن المصطفى
أصدر رجال دين سعوديون بيانا بـ «ردّة» الكاتب والباحث الإسلامي منصور النقيدان. ووقع على البيان المطول أربعة من المشايخ وهم: علي بن علي الخضير، وحمد بن ريس الريس، وحمد بن عبدالله الحميدي، وأحمد بن حمود الخالدي، ونشر البيان في الموقع الرسمي والشخصي للشيخ الخضير على الإنترنت.
هذا البيان لم يكن الأول بحق النقيدان، فقد سبقته في 4 ذو القعدة 1423 فتوى أصدرها الشيخ ناصر الفهد، قال فيها بردّته وزندقته، واصفا فيها حديثا للنقيدان أدلى به إلى منتدى «الوسطية» بأنه: «كفر بواح وردّة ظاهرة وزندقة مكشوفة يجب على المسئولين أن يستتيبوا صاحبها فإن تاب وإلا قتل مرتدا كافرا لا حرمة له»، ناعتا إياه بـ «المريض»، إذ أنه «سلك الطريق الذي يفضي به إلى الزندقة»، كما جاء في فتوى الفهد. من جهة أخرى، سرد الموقعون على بيان الردة الكثير من التهم الموجهة إلى النقيدان، مستشهدين بمقاطع من حواره في «الوسطية»، مستندين إلى ما أسموه بـ «الدعوات المشبوهة التي دعا إليها»، وفساد «معتقداته ومذهبه»، و«تعطيله لأصل البراءة من الكفار ومعاداتهم» و«سخريته بالدين وبشعائره وبالمتدينين»، و«لمزه وتهجّمه على الصحابة والسلف وفي المقابل ثنائه على إخوانه من أهل الردة»، والكثير من التهم التي وجهوها إليه، والتي على أساسها أفتوا بأن الواجب في حقه: «أولا : تكفيره وعدم التوقف في ذلك. ثانيا: المطالبة بإقامة حد الردة إن كان هناك شرع يقام. ثالثا: الدعاء عليه وعلى أمثاله والإلحاح على الله في ذلك».
أوساط مراقبة، رأت أن حوار النقيدان قرئ قراءة مبتسرة ومجتزأة من سياقه، وبطريقة مشوِّهة له، وأن من أفتوا بكفره لم يتمعنوا جيدا في الحوار.
النقيدان وفي اتصال خاص مع «الوسط» علق على تكفيره قائلا: «قبل سنوات كتبت من السجن خطابا إلى وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ذكرت فيه أن الكارثة هي في جذورها فكرية في المقام الأول. وما نراه ليس إلا مظاهر لذلك السوس الذي ينخر في مجتمعنا ويفسد عقول أبنائنا. إن السؤال الكبير الذي ينبغي أن نطرحه، هو هل ولاة الأمر ومستشاروهم يشعرون بأن ثمة مشكلة تحتاج إلى علاج أم لا؟ وإذا كانوا يشعرون بذلك فهل عرفوا الترياق؟. ربما يرى بعض أصحاب القرار أن خير علاج لهذه الأمور هو تجاهلها والاكتفاء بمعالجة نتائجها التي تتجسد فيما نراه من اعتداءات أمنية وحوادث هنا وهناك، ظنا منهم أن ذلك كفيل بالقضاء عليها. إن علاجها قطعا ليس مهمة السلطات فقط، بل المسئول الأول والأخير هم أولئك الذين استأثروا بفلذات أكبادنا، وامتطوا المنابر وبثوا ثقافة الكراهية في نسيج المجتمع وضربوا أطنابهم في مؤسساته التعليمية على حين غفلة من الجميع، والحل يبدأ من هنا».
يشار إلى أن العلماء الذين وقعوا على البيان ينتمون إلى التيار الجهادي التكفيري، وقد أصدروا من قبل فتاوى بتكفير المفكر تركي الحمد والكاتب السعودي عبدالله أبوالسمح، ولهم فتاوى مؤيدة لقتال الأميركان وحوادث 11 سبتمبر/أيلول وتأييد حركة «طالبان» الأفغانية، وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن
العدد 164 – الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ