دبي:
19 ديسمبر, 2014
يتعرض الباحث السعودي ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة الكرمة سابقاً أحمد الغامدي إلى حملة من التشويه والاستعداء والشتائم، بعد ظهوره مع زوجته سافرة الوجه في برنامج”مع بدرية” الذي أذاعه تليفزيون الإم بي سي الأسبوع الماضي، وكان مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ دعا الغامدي إلى التوبة والاستغفار، بينما وصف رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء صالح اللحيدانُ الشيخَ الغامديَ بـ”الخسيس والنذل”، ووصفه بالسوء فترة رئاسته للهيئة سابقاً.
وفي حديث أجراه النقيدان مع الغامدي على الهاتف، قال الأخير إن هذه الحملة التي استهدفته تهدف إلى كسره، ولكنه لن يخضع، وقال الغامدي الذي يعمل في مركز علوم القرآن والسنة في مكة المكرمة، إنه يلقى في السر تأييداً من كثير من طلبة العلم والمشايخ الذين يعتذرون عن الوقوف معه أو نصرته أو الدفاع عنه في العلن.وقال إن قولي بكشف وجه المرأة حتى مع الزينة هو قول قديم يعود إلى عام 1414هجـ/1993.
وفي تعليق لمنصور النقيدان في برنامج إم بي سي في أسبوع، الجمعة الماضية 19 ديسمبر، قال: إن الطريقة المثلى للتعاطي مع هؤلاء المفتين هي التجاهل والتحدي والتمرد، وأضاف إن استهداف المختلفين عن السائد في خصوصياتهم، وفي بيوتهم وفي زوجاتهم وفي عوائلهم، وتأليب المجتمع وأقاربهم عليهم هو سبيل صناديد قريش.
وقال النقيدان إن تاريخ الفكر والفلسفة والعلم والاجتهاد في حضارة الإسلام متخم بمثل هذه الأمثلة التي تعمد إلى كسر مقاومة من يخالفون المألوف ويشذون عن السائد، وقال: حتى ابن تيمية وابن عبدالوهاب كانا غرضاً للمخالفين، وهذه سنة الفكر.
وقال النقيدان في حديثه لعلا فارس وياسر العمر إن مايغيب عن هؤلاء المتشددين وطلابهم ومريديهم أنهم يدفعون الناس إلى الخوف من الإسلام، وإلى شعور المسلم بالحرج والمحنة مع تدينه، حينما يكون جمهور الأمة ومعظم فقهاء الإسلام، والسيرة العملية للصحابة وللأمة عبر تاريخها على خلاف ماعليه هؤلاء المفتون المتشددون.مشيراً إلى أن كثيراً من مشايخ الدين في السعودية يحذرون صباح مساء من المد الإلحادي وتناميه بين السعوديين، بينما يغفلون عن أنهم أحد أسباب هذا المد، فهم بهذه العقلية المتطرفة يدفعون المجتمع إلى الإلحاد والارتداد.
وأشار النقيدان في حديثه للإم بي سي إلى أن ثمة مسألة خطيرة لابد من التنبه لها وهي أن دعوة عالم دين أو باحث للتوبة من القول بمسألة اجتهادية هو مذهب الخوارج. وقال النقيدان إن كثيراً من الذين يخالفون الغامدي ويضللونه ويبدعونه يتزاحمون على لجان البنوك لتسويغ كثير من المعاملات التي يذهب بعض الفقهاء إلى ربويتها وحرمتها، وهم يتظاهرون بانهم يقصدون من ذلك تيسير المعاملات للناس، من أجل المكافآت المالية الكبيرة التي يتلقونها، بينما لم يحركوا ساكنا في هذه المسائل الاجتماعية التي لها علاقة بحياة الناس ومعيشتهم، فهم قد جعلوا المرأة مصب غضبهم وساحة قتالهم، وملعبهم، وهم بذلك اساؤوا إلى المجتمع وإلى الإسلام، وقال النقيدان إن هؤلاء المفتين لم تثر غيرتهم عندما تعرض الإسلام لأكثر حملة تشويه من داعش التي باعت الحرائر في سوق النخاسة ولم يقوموا بدورهم، بل سكتوا، في الوقت الذي ينخر الفكر القاعدي والداعشي في المجتمع السعودي.
ونبه في أجوبته على أسئلة المقدمين إلى أن السيرة العملية للرسول والصحابة والعصور المبكرة للإسلام وكذلك إلى التاريخ الاجتماعي للمسلمين هو المرجع وليس الروايات والأحاديث.