في أغسطس 2022 بعد مغيب الشمس ، مرت بي هذه الحالة لدقيقة تقريبا،
كنت أمشي على كورنيش جزيرة ياس في ابوظبي، والهواء مشبع بالرطوبة
ملتُ وهزعت بين الشجيرات،
خفق قلبي حين امتلأ جوفي بعبق التربة والماء والنبات.ارتعشتُ،
اهتزت جوانحي.
وتهاوت قواي،
اقتحمت جمعاً من الشجيرات، تعرقلتُ ببعضها، و دسست جسمي بينها، خمشتني أغصانها وأشواكها.
و جثوت على ركبتي، وغبت عن كل ماحولي، وشعرت لحظتها انني أزلي، لازمان ولامكان!
تخيلتُني زهرة أو نبتة أو هباءة أو ورقة أو عصفوراً يخفق بجناحيه مع فجر الخليقة،
ثم انسللت نحو حالة أخرى وكأني روح مطلقة السراح للتو نفخت في الحياة، وكنت قبل 80 ألف سنة، والأرض حينها بكر.
وتخيلتني أنني الطبيعةُ التي تحتوي الكون وتتجسده، وأنني الشجيرة ذاتها التي تحوطني من كل ناحية.
كان الشعور والحال جمالاً فوق الجمال، وشلالاً من الحب الكوني يملأ كياني!
كان جلالاً ورهبة وصفاء وبياضاً!
انفجرتُ بالبكاء،
وكان شعوراً لاوصف له،
لافرح ولا غبطة، لاحزن ولا انكسار.
شعور كالدهشة، وتماهٍ مع التربة والنبتة والماء.
كنت ماء،
و تنشفت بنور!
60 ثانية أو أقل ثم تلاشت تلك اللحظة الأبدية، ولكن أثرها بقي وقتاً، وتلاشى بعد ساعات!