العود، حيث الاساطير وقصص الرعب والجن والشيفة. هنا في العام 1403- 1404 هج/ 1982-1983 اعتزل الراحل الزاهد عبدالكريم الحميد وسكن خيمة لقرابة سنتين عتباً وموجدة على خذلان أصحابه وإخوانه له في خلافه مع الأب الروحي والمرشد وشيخه فهد العبيد. حول مسائل وظواهر طبيعية وتفسير أسبابها في علم الهيئة/ الفلك مثل نزول المطر ، كروية الأرض، وفناء نار الكفار. كان تيمياً وعلى مسار ابن القيم تلميذ شيخ الإسلام. وهذا ماسبب إرباكاً وفتنة أشبه بفتنة خلق القرآن إذا بالغت قليلاً. امتحن الناس فيها وأصبحت الوفود تقطع مئات الكيلو مترات لسؤال الآخرين حتى في منتصف الليل عن اعتقادهم في نزول المطار، و و ، وقام عليها الهجر والوصال والنبذ. كانت مسائل هامشية وتافهة لكنها كانت في جماعتنا وقتها مسائل عظمى لايستهان بها كمسائل الاعتقاد. كان عبدالكريم يبدو معاصراً، حتى بلغت به أفكاره بعدما استبدت به هذه المسائل وشغلت قلبه وروحه، أن كتب رسالته عن “العلوم العصرية والآلات السحرية”، حيث السيارات في رأيه والكهرباء خوارق شيطانية. ولم يخف أوارها معه ويتهاون تجاهها إلا بعد عام 14011هج/ 1991 . بعد تلك الأيام في عزلته في وادي العود 1982 ، وبعد ضغط من أحبابه استجاب عبدالكريم ولان، وانتقل إلى الخبيبية غرب بريدة وبنى بيته الطيني هناك بمساعدة يحيى الماضي، وعبدالمحسن المفيز، وإبراهيم الضليفع. قيل- ولا أعلم عن الحقيقة- ان عبدالكريم ليس ممن يخشون الجن ولا الاماكن المسكونة، وأنه كان قوي القلب رابط الجأش. ولكن ماكتبه في رسالته عن الخوارق الشيطانية كان مباشرة بعد سكناه في ذلك المكان الموحش والأسطوري (العود).