منصور النقيدان
  • الرئيسية

  • مقالات

    • جريدة الاتحاد

    • جريدة الرياض

    • الوطن

    • جريدة الوقت

    • صحيفه عاجل

  • مقالات متنوعة

    • تغريدات

    • بدايات التنوير

    • مآلات المتطرفين

  • دراسات

  • مقابلات

    • قالوا عن منصور

  • ميديا

    • صوتية

    • صور

    • فديو

  • الرئيسية

  • مقالات

    • جريدة الاتحاد

    • جريدة الرياض

    • الوطن

    • جريدة الوقت

    • صحيفه عاجل

  • مقالات متنوعة

    • تغريدات

    • بدايات التنوير

    • مآلات المتطرفين

  • دراسات

  • مقابلات

    • قالوا عن منصور

  • ميديا

    • صوتية

    • صور

    • فديو

أمي

25/05/2020_ تغريدات

ترددتُ كثيرًا في الكتابة عن أمي. الحقيقة جبنتُ. سأتشجع وأكتب عنها، فهي الآن في وضع صحي صعب للغاية، وهي في الرابعة والثمانين، أعرفها جيدًا منذ ولدتني، لأنها أمي. صحبتها خمسين عامًا، ولطالما حاولتُ جاهدًا أن أتعامل مع رحيلها إذا حصل وأنا حي عبر وسائل عديدة من الإقناع أتعبت ذهني وقلبي.

قبل 21 عامًا تمكنت من تسجيل ثلاث ساعات مع أمي فاطمة إبراهيم الحمود، تحدثت فيه عن طفولتها ومراهقتها وشبابها وزواجها وأبنائها، كان ثلث التسجيل بكاءً مرًّا ونشيجًا كلما تذكرت لحظات قاسية وموجعة لقلبها، وكلها لحظات فقدٍ ورحيلٍ وغيابٍ حفرت ندوبًا عميقة في روحها وقلبها. لا زلتُ أحتفظ بالتسجيل.

بقيت 21 عامًا محتفظًا بهذا التسجيل، لكنني لم أتشجع إلا مرة واحدة للاستماع إليه لكي أطمئن على سلامة التسجيل، ومع ذلك لم أتمكن من إكماله. حينما كنت طفلاً، كنت أعجب من جدتي هيلة، لأنها كانت على الدوام تنشج وتبكي حين اللقاء، وحين الوداع والفراق، كنت أعجب: من أين لها هذا الخزّان من الدموع؟!

أمي هي آخر الباقين من ذرية إبراهيم الموسى الحمود، الذكور والإناث، كلهم رحلوا، وقد أخفينا عنها موت شقيقها الأصغر خالي موسى الذي توفي قبل أكثر من عام ونصف، كانت تلومه على عدم زيارتها طوال هذه الفترة، وتلوم من يحول بينها وبين الاتصال به. في أمي فاطمة تتجسد الرغبة الفطرية في حب الحياة.

سأتجاوز في هذه التغريدات القسوة على نفسي، أو ذكر مواطن الضعف في أمي، أو إظهارها كقديسة، فأنا أكتب حتى أكون قادرًا على امتصاص حُكم سُنّة الحياة وتخفيف وقعه علي، لكي أتماسك. ما أكتبه هنا هو امتداد لكل وسائلي التي استخدمتها منذ رحيل أبي وأنا لم أكمل السابعة عشرة، منذ أربعة وثلاثين عامًا.

قبل 26 عامًا استيقظتُ في السحر، وكانت أمي تصلي، كانت لا تدعو ربها إلا بنشيج وكلماتٍ متحشرجة، تلصصتُ عليها. دعت لي بأن (يطلق الله عوقي) أي أن يعافيني مما أعاقني عن النجاح في هذه الحياة -تراه هي بسبب العين- فقد كنت فقيرًا معدمًا. ومع أن حياتي تغيرت جذريًا فإنها لا زالت تدعو لي بهذه الدعوة.

أنا محاط بنعمتين، إحداهما ربما هي عقدة نفسية لا أنوي التشافي منها، وهي أنني أجد في غمرة الحزن لذة خفية بالألم النابع من الفقد والهجر، والأخرى هي الامتنان لنعم الخالق حينما تحيط بي الظلمة، كلاهما ساعدتاني على التماسك، فقد فكرتُ جديًا مرتين في إنهاء حياتي خلال العشرين عامًا الماضية.

قبل سنتين كنت أنا وابني يوسف، وابنتي ليلى، نحفّ بها، دعت لي كالعادة، ودعت أن يطلق الله عوقي. قلت لها: يوه، تراه أموري زينة من 15 سنة، وفكّ الله عوقي، وراك متعنقطة بهالدعوة؟! قالت: أدري، وأنا أدعي يعافيك من كل عائق لك. الدُعاء زين، تراي أدري إن السبب فلان هو اللي نحتك (أصابك بالعين) من 35 سنة.

طلبتُ المستقرَّ بكل أرض * فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرّا.
طوال السنين الماضية وأنا أضرب في الحياة، أبحث عن (نبع الحكمة)، عن تِرْياق أو لقاح يمنحني الفهم والوعي والصبر والمرونة لامتصاص فقدِ مَن إذا رحل تضعضعت قواي. قال لي صديق عام 1994: “أنت جبل لا ينهَدّ ولا يتهاوى”، كلّه وهم، فما نحن إلا هباء.

 

منصة اكس

0

مقالات ذات صلة

  • عن الوحدة والرفقة: توازن الروح في زمن الغربة

    عن الوحدة والرفقة: توازن الروح في زمن الغربة

    التواصل المستمر مع العائلة والأصدقاء مهم للصحة النفسية لمن يعيشون وحدهم. ولكن عليك أن تختار الجيدين ليكونوا أصحابك،... عن الوحدة والرفقة: توازن الروح في زمن الغربة
    اقرأ المزيد
  • تحت الغيم… مشينا كأن لنا أجنحة

    تحت الغيم… مشينا كأن لنا أجنحة

    اليوم مشيت مع صديق تسعة كيلو في جزيرة ياس. كنا بين المهب اللطيف المنعش، وتحت الرذاذ، الذي يداعبنا بين الفينة والأخرى،... تحت الغيم… مشينا كأن لنا أجنحة
    اقرأ المزيد
  • كنتُ ماء وتنشفت بنور

    كنتُ ماء وتنشفت بنور

    في أغسطس 2022 بعد مغيب الشمس ، مرت بي هذه الحالة لدقيقة تقريبا، كنت أمشي على كورنيش جزيرة ياس في ابوظبي، والهواء مشبع... كنتُ ماء وتنشفت بنور
    اقرأ المزيد
  • Twitter
  • Facebook
  • YouTube
  • SoundCloud
© 2025 منصور النقيدان